الاثنين، 3 مايو 2010

عصر الخداع

هالنى مقال هام جدا فى صحيفة تورونتو صن الكندية دلتنى عليه الصحفية المتميزة نوارة نجم فى مقالها فى المصرى اليوم .. ولما رجعت إلى المقال الأصلى فى الجريدة الكندية .. فزعت من الحقائق التى تناولها الكاتب ببساطة ، والتى لو نطق أى مصرى بجزء يسير منها لطاردته أجهزة الأمن جميعها ، وكأن العالم كله يعرف أسرارنا ونحن نعيش فى خدعة كبرى ، صحيح أننا نعرف أننا نعيش فى خدعة ولكن لم أتـصور حجم الخديعة والنفاق والأنبطاح السياسى وبيع عرض الوطن يصل إلى هذه الدرجة .. لقد أثرت أن أضع ترجمة المقال والنص الأصلى ليعرف كل مصرى حجم الوكسة التى نعيشها ..

ترجمة المقال

كما هز انفجار بركان أيسلندا حركة الملاحة الجوية العالمية .. هذه المرة ، انها واحدة من السياسات التي يمكن ان تهز الشرق الأوسط بأكمله ، خاصة فى ظل ما يتردد حول احتمالات قيام حرب فى المنطقة.

الرئيس المصري حسني مبارك ، الرجل القوي الذي تدعمه الولايات المتحدة الذي يحكم مصر بقبضة من حديد لمدة 30 عاما تقريبا ، هو فى 81 من العمر وفي حالة صحية واهية. ولم يحدد خليفته بعد .

وقد تم وضع الرئيس مبارك ، وهو جنرال – يقصد الكاتب أنه من العسكر - ، على رأس السلطة بمساعدة الولايات المتحدة بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 . وكان السادات متعاونا مع "وكالة المخابرات المركزية " منذ عام 1952.

مصر ، بشعبها البالغ 82 مليون نسمة ، هي الدولة العربية الأكثر سكانا وأهمية ، والقاهرة هى قلب ومركز ثقافي في العالم العربي. وهي ترزح تحت عبء تضاعف سكانها ثلاثة مرات منذ أن كنت أعيش فيها وأنا صبى وهو مالم يحدث لأى دولة عربية أو أفريقية.

وكانت مصر تمثل قلب وروح العالم العربي والإسلامي. في ظل سلفه أنور السادات ، وكانت قبله وعلى نطاق أوسع في عهد جمال عبد الناصر الذى عشق القومية ، وتولى قيادة مصر والعالم العربي. ومن بعد عبد الناصر أحتقر المصريين السادات لأنه كان متملقا للدول الغربية ، ومن بعده قبلت مصر بشكل متجهم مبارك.

بعد ثلاثة عقود تحت حكم مبارك ، أصيبت مصر بحالة من الركود فى الحياة السياسية والثقافية. ويقول المصريون بتهكم أن الرئيس مبارك وصل الى المانيا مؤخرا لجراحة المرارة والقولون. بعد المليارات التى حصلها من أموال المعونة الامريكية ، وأنه لايمكن ان يثق مبارك حتى في مستشفى محلي في دول العالم العربي الرائد.

الولايات المتحدة تمنح مصر 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية لاستمرار ضمان ولاء الجنرالات ونحو 700 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية ، وليس سرا أنها تدفع عد ذلك رواتب لعملاء وكالة المخابرات المركزية ، وكميات كبيرة من القمح بتكلفة منخفضة.

مصر مبارك هي حجر الزاوية الذى تعتمد عليه أمريكا في الشرق الاوسط . وقد أنشأ فى مصر جهاز أمنى مكون من 469.000 رجل قوات مسلحة ملحقون بالشرطة شبه العسكرية (الأمن المركزى ) و397000 رجل من الشرطة السرية الشرسة وذلك للحفاظ على النظام في السلطة وسحق جميع المعارضين.

وقد انتهجت الولايات المتحدة سياسة قاسية من حرمان العسكرية المصرية من الأسلحة الحديثة ، والذخيرة وقطع الغيار بحيث لا يمكنها شن حرب ضد إسرائيل. وأصبحت وظيفتها الوحيدة هي حفظ النظام الذى تدعمه الولايات المتحدة في السلطة.

وقد قام مبارك لفترة طويلة بتنفيذ دور الحليف الرئيسي لاسرائيل في محاربة جماعات إسلامية وقومية. وتقوم مصر وإسرائيل بالتعاون لتقويض سلطة الفلسطينيين بقيادة حماس في غزة.

وتقوم مصر حاليا ببناء جدار صلب جديد على الحدود بين قطاع غزة بمساعدة الولايات المتحدة. ويهدف جدار مبارك ، والذى سوف ينخفض 12 مترا ، إلى منع أنفاق غزة التى يعتمد عليها الفلسطينيون فى الحصول على الامدادات.

وفي حين يتعالى انتقاد واشنطن ضد ايران والصين بشأن حقوق الانسان ، فإن النظام الأمريكى لا يقول شيئا عن العميل المصرى -- حيث يتم تزوير كل الانتخابات ، ويتعرض المعارضين للنظام للتعذيب الوحشي .. والمعارضة السياسية يتم تصفيتها.

ويمكن لواشنطن ان تفرض بسرعة الديمقراطية الحقيقية فى مصر حيث تسحب جميع السلاسل ، اذا ما ارادت.

أيمن نور ، الذي تجرأ أن يرشح نفسه كمنافس في الإانتخابات ضد رئاسة مبارك الأبدية -- "فرعون" كما تصفه المعارضة الاسلامية -- اعتقل وتعرض للتعذيب.

والآن ، وفى ظل حالة مبارك الصحية ، يتزايد قلق الولايات المتحدة وإسرائيل من أن تؤدى وفاته الى انفجار سياسي في مصر بعد تلك الفترة الطويلة من القمع .

وقد يحاول مبارك تمرير ابنه جمال – العريس - لخلافته. ولكن المصريين يعارضون ذلك بشدة. وهناك أيضاً الرجل القوى رئيس المخابرات الجنرال عمر سليمان أحد الأقوياء البالغ من العمر 72 عاما من ، وهو حليف للولايات المتحدة وإسرائيل ، ويبقى هناك خيار أخر أمام وكالة المخابرات المركزية ، هو استمالة جنرال آخر من الجيش أو سلاح الجو لهذا المنصب.

المعارضة العلمانية السياسية في مصر موجود بالكاد. الخصم الحقيقي للنظام لا تزال جماعة الأخوان المسلمين المعتدلين نسبيا ، ويتمتعون بشعبية كبيرة. وسيكون لهم الفوز إذا حدثت انتخابات حرة . ولكن قيادتها قديمة وبالية. نصف المصريين تقل أعمارهم عن 20سنة .

محمد البرادعي أمين عام وكالة الطاقة النووية السابق ، رجل ذكي وصاحب مبادئ ، ويحظى فى مصر بغاية الأحترام ، ويدعو للديمقراطية الحقيقية في وطنه. يبرز كمرشحا جذابا جدا لقيادة مصر ما بعد مبارك.

وتأمل واشنطن فى أن تأتى بسوله بجنرال خاضع أخر على رأس ررأسانها السلطة والحفاظ على ولاء قوات الامن ، قبل أن يحدث انفجار بركاني على النيل نتيجة 30 عاما من الغضب المكبوت في ظل دكتاتورية مبارك ، الذى خصي السياسية في مصر ، وفى ظل العطش من أجل التغيير وفى ظل حالة الفقر المدقع.

انتهى المقال ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا وانتقم من الظالم وأعوانه قولوا آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين.

نص المقال الأصلى:

As battered air travellers struggle to recover from Iceland’s volcanic big bang, another explosion is building up.

This time, it’s a political one that could rock the entire Mideast, where rumours of war involving the U.S., Syria, Israel and Iran are intensifying.

President Hosni Mubarak, the U.S.-supported strongman who has ruled Egypt with an iron hand for almost 30 years, is 81 and in frail health. He has no designated successor.

Mubarak, a general, was put into power with U.S. help after the 1981 assassination of President Anwar Sadat by nationalist soldiers. Sadat had been a CIA “asset” since 1952.

Egypt, with 82 million people, is the most populous and important Arab nation and Cairo the cultural centre of the Arab world. It is also an overcrowded madhouse with eight million people whose population has tripled since I lived there as a boy.

Not counting North Africa, one in three Arabs is Egyptian.

Egypt was once the heart and soul of the Arab and Muslim world. Under Sadat’s predecessor, the widely adored nationalist Gamal Abdel Nasser, Egypt led the Arab world. Egyptians despised Sadat as a corrupt western toady and sullenly accepted Mubarak.

After three decades under Mubarak, Egypt has become a political and cultural backwater. In a telling incident, Mubarak recently flew to Germany for gall bladder and colon surgery. After billions in U.S. aid, Mubarak could not even trust a local hospital in the Arab world’s leading nation.

The U.S. gives Egypt $1.3 billion annually in military aid to keep the generals content and about $700 million in economic aid, not counting secret CIA stipends, and vast amounts of low-cost wheat.

Mubarak’s Egypt is the cornerstone of America’s Mideast Raj (dominion). Egypt’s 469,000-man armed forces, 397,000 paramilitary police and ferocious secret police keep the regime in power and crush all dissent.

Though large, Egypt’s military is starved by Washington of modern weapons, ammo and spare parts so it cannot wage war against Israel. Its sole function is keeping the U.S.-backed regime in power.

Mubarak has long been a key ally of Israel in battling Islamist and nationalist groups. Egypt and Israel collaborate on penning up Hamas-led Palestinians in Gaza.

Egypt is now building a new steel wall on the Gaza border with U.S. assistance. Mubarak’s Wall, which will go down 12 metres, is designed to block tunnels through which Gaza Palestinians rely for supplies.

While Washington fulminates against Iran and China over human rights, it says nothing about client Egypt — where all elections are rigged, regime opponents brutally tortured and political opposition liquidated.

Washington could quickly impose real democracy to Egypt where it pulls all the strings, if it wanted.

Ayman Nour, the last man who dared run in an election against the eternal Mubarak — “pharaoh” to Islamist opponents — was arrested and tortured.

Now, as Mubarak’s health fails, the U.S. and Israel are increasingly alarmed his death could produce a political eruption in long-repressed Egypt.

Mubarak has been trying to groom his son, Gamal, to succeed him. But Egyptians are deeply opposed. The powerful 72-year old intelligence chief, Gen. Omar Suleiman, an ally of the U.S. and Israel, is another possible strongman. CIA will also be grooming another army or air force general for the job.

Egypt’s secular political opposition barely exists. The regime’s real opponent remains the relatively moderate, highly popular Islamic Brotherhood. It would win a free election hands down. But its leadership is old and tired. Half of Egyptians are under 20.

Mohammed El-Baradai, the intelligent, principled, highly respected Egyptian former UN nuclear chief, is calling for real democracy in his homeland. He presents a very attractive candidate to lead post-Mubarak Egypt.

Washington hopes it can ease another compliant general into power and keep the security forces loyal before 30 years of pent-up fury at Mubarak’s dictatorship, Egypt’s political emasculation, thirst for change and dire poverty produce a volcanic eruption on the Nile.

رابط الدستور

http://www.dostor.org/authors/11/910/10/may/2/15046

رابط الصحيفة الكندية

http://www.dostor.org/authors/11/910/10/may/2/15046