الأحد، 25 أبريل 2010

هل صحيح

هل صحيح ما يتردد أن خطاب الرئيس حسنى مبارك فى عيد تحرير سيناء كان بصوت تقليد
إذا كان هذا غير حقيقى فيجب أن تعلن الحكومة عن حقيقة الأمر

الأحد، 11 أبريل 2010

المأزق البرادعى

المأزق البرادعى
صديقى الدكتور البرادعى .. أشبه بنسمة الهواء التى يتطلع لها الوطن منذ عقود
صدق الرجل ومواقفه المشرفه ومصداقيته المحلية والدولية عضدت هذا المفهوم لدى النخبة وفى جانب من محيط المتعلمين ، ولكن كيف تنظر إليه شرائح المجتمع المختلفة ..
ووفقا للمنظور الظاهرى للمجتمع ودون التعمق فى تحليلات نفسية أو فلسفية ليس ها هنا مجالها ، يمكن محاولة الوقوف على رؤية عدة شرائح للمجتمع
الشريحة الأولى : وأبرز رموزها السلطة والنخبة الحاكمة ومشروع التوريث ، الحزب الوطنى ورجال الأعمال والمنتفعين ( المنتفعين فئات عددها ليس بالقليل بل هم من الكثرة بحيث تستغرب كثرتهم وتشعبهم أينما وجدت المصلحة من أعلى أجهزة الدولة وحتى الوحدات المحلية والجمعيات الزراعية ) .. وتضم أيضا هذه الشريحة أصحاب الحصانات والفاسدين والمستفيدين من حولهم .. ونثتنثى من هذه الأطياف القليل النادر (( إلا من رحم ربى )) .. هذه الشريحة ترى فى البرادعى العدو الأول ..
الشريحة الثانية : الأحزاب السياسية ومشاريع الأحزاب ، وكل من لم يجد له مكان فى صفوف الحزب الوطنى ولكنه لم ييأس ويبحث عن فرصه ليطل برأسه (كمثال من يلتحقون بالحزب على أثر فوزهم تحت مسميات وتصنيفات أخرى أبرزها المستقلين ) هؤلاء يرون فيه سلما أو جسراً يعبرون فوقه إلى تحقيق كل أطماعهم أو بعضها على الأقل .. سواء بخيانته وبيعه للنظام فى مقابل صفقات يحصلون فيها على الفتات .. أو بمسايرة تياره لعله إن طفا على السطح يتمسكون به ويطفون معه ليس كمؤيدين حقيقيين ولكنه بالنسبة لهم خطوة أيضاً نحو تحقيق أطماعهم.
نستثنى من هؤلاء الأخوان المسلمين الذين يحملون أجندتهم الخاصة والتى أهم بنودها الحلول محل النظام القائم واعتلاء سدة الحكم منفردين ، واعتقد أن اتفاقهم أو اختلافهم مع الرجل يتوقف على مدى ما سيحصلون عليه من مكاسب ولا يستبعد من ذلك الخيار الأفضل لديهم وهو التضحية بكل شىء إلا مصلحة أجندتهم .. وما أسهل التضحية بالبرادعى فى هذا السياق.
الشريحة الثالثة : النخب المثقفة وأصحاب الرأى والمفكرين والمستنيرين ، وكلهم يؤيده ويراه خطوة على الطريق كل حسب عقيدته وفلسفته فى رؤية المنهج والتطبيق المؤدى إلى الإصلاح .. وهؤلاء يمثلون الدعم الفكرى العقدى الحقيقى لأى حركة تغيير .. سواء فى حالة توافقهم معه أو فى حالة اختلافهم معه لأن اتفاقهم يدعمه ويقويه واختلافهم يثرى تجربته وينير له الطريق ويضع تحت نظره ما لم يلحظه .. وبالطبع فهو لا يستطيع أن يلحظ كل شىء ويجمع كل شىء.
الشريحة الرابعة : أبناء الطبقة المتوسطة .. الموظفين والعمال والطلاب وأصحاب المهن الحرة والنقابيين بكل أطيافهم .. وهؤلاء يمثلون الطبقة التى تتحمل أعباء كل شىء وتتكبد معاناة كل شىء ولا تحصل على شىء سوى الفقر ومزيد من الإفقار الممنهج المدروس .. وهذه الطبقة يمكن تقسيمها إلى :
• أقلية ساعدتها الظروف على العيشة المستورة أمثال .. من عملوا بالخارج والعاملين حاليا فى الخارج والمعارين وهؤلاء يعتمدون على مدخراتها فى مواجهة أعباء الحياة ؟؟ وهم فئة تركن إلى السلبية يمكن أن تشارك بالكلام ولا تقدم أى دعم حقيقى . فهى تفضل السلبيه على المشاركة ولسان حالها يقول خلينا فى حالنا واللى نعرفه أحسن من ..
• أغلبية كادحة تواجه مشاكل ومصاعب الحياة بصفة يومية وتعانى من مشاكل المجتمع المزمنة .. الفساد ، البطالة ، انعدام وتدنى الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية و .. و .. و .. و.. وتعانى إلى جانب ذلك نتائج الإفرازات الطبيعية لكل هذه المشكلات من فساد الأخلاق وانتشار الجريمة والمخدرات ..و.. و .. ويتوازى مع ذلك ما يضعه النظام على عاتقها من إسقاطات الفشل ونسبة العديد من المشكلات إلى سلوكيات وطريقة معيشة وتزايد تعداد هذه الشريحة وما يتكبده النظام من تكاليف دعم زائف .. وهذه الشريحة تمثل السواد الأعظم من الشعب المصرى.
وتمتد هذه الشريحة على مدى اتساع الوطن .. وكلما أوغلت فى البعد عن العاصمة الكبرى والمدن الرئيسية كلما زادت معاناتها .. وكلما أوغلت فى أعماق الجنوب كذلك .. بالإضافة إلى زيادة قدر التجاهل والإهمال .
وهذه الفئة ترى فى الدكتور البرادعى المخلص والمنقذ وهى التى تمثل الدعم الشعبى الحقيقى القادر على الصمود وعلى المواجهة .. وخاصة مقاومة ومواجهة الأغراء.
• شريحة عريضة من العشوائية انحدرت بها ظروف المعيشة والمناخ العام إلى مثلث الفقر والجهل والمرض .. بدرجات متفاوتة .. فرضت عليها الرغبة فى الحياة العيش على هامش حياة المدن والرضى بأقل القليل من فتات المدنية والتحايل على كل قوانين الحياة الطبيعية والوضعية لتتملق السلطات تشبثاً بذلك الفتات .. يراها سكان المدن من بعيد كمرض لا يجب الاقتراب منه من الأفضل تجاهل وجوده ،وكذلك السلطات لا تعيرهم أى اهتمام حتى أنها لا تعرف تعدادهم .. ولا تنتبه إلا إذا سقط عليهم جبل المقطم .. وهذه الشريحة - وإن كان ما تعيشه من مناخ يفرز منها عناصر ضارة أو معادية للمجتمع - إلا أن أغلبها يتطلع إلى حياة أفضل .. ولكنها لا تستطيع أن تفرق بين الطيب والخبيث وإن استطاعت لا يمكنها مقاومة كيلو من الأرز وأخر من السكر ومائة جنية فى مقابل أعطاء صوتها للشيطان نفسه .. وهذه الشريحة لا يجب المراهنة عليها لأنها دائما فى جانب الأغنى والأدهى والأخبث وهو بذاته الأفسد الذى نريد الإطاحة به.
الشريحة الخامسة : المصريون فى الصحراء .. وهم شريحة ليست بالقليلة يحكمها تقاليد وأعراف وتنقاد إلى مشائخ قبائل ورؤساء عشائر .. وهى شريحة لطالما أهملها النظام إلا فى حالات الأزمات والمشاكل ولا يكون التحرك نحوها إلا كرد فعل ما يلبث أن يخبو مع مضى الأيام .. ويحتاج الأمر للوقوف عل موقفهم من الدكتور البرادعى إلى بعض البحث الذى لم يتيسر بعد .. وإن كان المفتاح الحقيقى سيتوقف على موقف ورأى مشائخهم ورؤساء عشائرهم
الشريحة السادسة : المصريون فى الخارج .. وهؤلاء مع ما شاهدوه خارج البلاد ومع القليل من المقارنة التى يجريها العقل بلا أدنى مشقة بين ما يعيشونه فى الخارج وما وصلت إليه الأوضاع فى الداخل .. على الأقل فى جانب الخدمات .. يدعمون أى تغيير أو إصلاح يستهدف الداخل ويمثل الدكتور البرادعى بالنسبة لهم قيمة عظمى يفخرون بها وهم خارج بلدهم.
الشريحة السابعة : أفراد الجيش والشرطة .. وهؤلاء لا يقلون وطنية وغيرة على الوطن من أى مصرى إذا استثنينا من بينهم المتربعين على قمة الهرم الوظيفى والمنتفعين .. وهذه الشريحة وإن كان الأغلبية العظمى منها يتطلع إلى التغيير وإلى حياة أفضل إلا أن الواقع يفرض عليهم غير إرادتهم .. وهذه الشريحة لا يجب التعويل عليها لأنه لو حدث تصويت داخل الثكنات فحدث ولا حرج.
من هذه النظره الإجمالية أرى الدكتور البرادعى فى مأزق حقيقى .. لأن السواد الأعظم من مؤيديه هم من الفئة التى يتعامل معها النظام متمثلاً فى رجال الأمن بكل وحشية وبأكبر قدر من الإرهاب والتعسف كما رأينا بالأمس القريب 6 إبريل .. وتزداد هذه النكاية بالتعاون مع الأنظمة القمعية الأخرى بالدول العربية كما حدث بالكويت.
أضف إلى ذلك خاصة أن النظام لن يتورع فى اتخاذ أى وسيلة لقهر حركة التغيير ولا أستبعد الاعتداء على شخص الدكتور البرادعى أو تلفيق أى اتهام إليه .. فالجعبة مليئة بالحيل.
وحتى يتم تنظيم الجمعية ووضع أسس لتحرك اعضائها أرى أن الخروج من هذا المأزق يتمثل فى حشد الرأى العام الداخلى والخارجى ضد ممارسات السلطة فى مواجهة حركة التغيير بحيث ينتج عن ذلك أكبر قدر من الاحتجاجات ضد تلك الممارسات فى الداخل والخارج
واقترح أن يتولى الأستاذ حمدى قنديل المسئول العلامى الحالى للجمعية الوطنية للتغيير إعداد قائمة بعناوين المراسلات الالكترونية لمنظمات وجمعيات حقوق الإنسان على المستوى الدولى والمنظمات والهيئات المهتمة بهذا الشأن وكذلك .. وزارات الخارجية ورؤساء الدول والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية الاتحاد الأوروبى والناشطين الدوليين والمفكرين والصحفيين البارزين .. وتنشر القائمة بموقع الجمعية.
بحيث يتولى أعضاء الجمعية والمؤيدين وشباب الفيس بوك مكاتبة تلك الجهات والأشخاص للاعتراض على ما يتخذه النظام من تجاوزات ضد الحرية والفكر .. وليس هناك ما يمنع من صياغة نماذج لتلك الرسائل - كلما حدث تجاوز - وإبراز نوع التجاوز بالمخالفة للتعهدات والمواثيق الدولية التى تشارك فيها مصر .
وسوف يقابل مثل ذلك العمل بأقلام شلة المنتفعين بدعوى عدم الوطنية والاستقواء بالخارج وخصوصية الشئون الداخلية .. وهى دعاوى الحق التى يراد بها الباطل والتى يجب الاستعداد للرد عليها.

الاثنين، 5 أبريل 2010

مسيحيون فى حياتى

مسيحيون فى حياتى

أعادتنى احتفالات مواطنونا المسيحيون بعيد القيامة إلى ذكريت الطفولة والصبا بل إلى التمرغ فى تشعبات العلاقة التى ربطتنى بكثير من الأصدقاء والزملاء المسيحيون على مدى عمرى .. وقد كانت باكورة أيام طفولتى أنى نشأت فى أسرة مسلمة تفقطن منزلاً من ثلاثة طوابق طابقه الأول تقطنه عائلة مسيحية لم يمثل اختلاف ملتنا أى عامل مؤثر فى علاقاتنا بجيراننا هؤلاء سواء بين الأطفال أو الكبار .. كان عم نصيف ( هكذا عرفته ناديته ككل أبناء الحى ) عامل صيانة ( عطشجى ) بشركة الدلتا للقطارات .. التى كانت تربط بلاد وقرى الوجه البحرى كله ( الله يرحم أيام زمان ) .. كنت أتعجب من قوته البدنية وخبرته المهاريه فى كل المجالات حتى أنه كان المتكفل بأصلاح أى أعطال من أى نوع فى منزلنا من جلدة الحنفية حتى أعمال الكهرباء والنجارة ولا أتذكر أنه فشل يوما فى شىء فعله وكانت درة أعماله نموذج قطار صغير يعمل بالبخار على شاكلة للقطار الكبير .. وأذكر أن أمى رحمها الله ما كانت تطلب المشورة أو العون فى أمور الحياه ومشكلاتها إلا من جارتها المسيحية الحكيمة التى كانت عندها إجابة لكل سؤال فهى التى تتولى عملية زبح الطيور بعد أن تقول الله أكبر وتسلخ الأرنب وتتعامل مع البائعين السريحه .. وهى التى كانت تعاون أمى فى إعداد الطعام والأرز باللبين فى مناسبة مولد النى وتتولى تعبة نصيب كل جيران الشارع وندور أنا وأخوتى وأولادها الذكور بالأصحن على الجيران .. حتى أنها كانت تعالج أمراضنا فى بعض الأحيان من أبسطها وحتى تقرحات واحتقان اللوزتين ، وفى السنة الخامسة من عمرى عندما فقدت الوعى من جراء تعلقى بكومة من أوعية تعبئة الدقيق المطحون فسقطت فوقى لأ اتذكر إلا أننى فتحت عينى على وجه هذه السيدة الحكيمة وهى ترقدنى فى حجرها .. ولا أبالغ فى القول بأن أغلب أبناء شارعنا المسلمين ومكذلك بعض أخوتى وأخواتى قد رضعوا فى طفولتهم من هذه السيدة كما رضع أبنائها من الأمهات المسلمات فى الشارع على عادة الناس فى ذلك الزمان.

لا أدرى من أين استطاع شيطان الفتنه أن يتدخل فى أهم جانب من حياة المصريين وينخر فيه وكيف تساهلنا نحن المصريين فى أن يتسرب من بين أيدينا أهم مقومات وحدة هذه الأمة .. الأمر يحتاج وقفه وإفاقة ونظره جادة إلى المستقبل ..

إلى السيدة عزيزة نصيف وزوجها هنرى وبناتها وأزواجهم وأولادهم

إلى السيدة فريال نصيف وزوجها وأولادها

إلى السيدة سعاد نصيف وزوجها وأولادها

إلى إلى المهندس جرجس سليمان ووالدته وشقيقه المهندس مجدى وأخواته وأزواجهم

إلى أستاذى / عبقرية الرياضيات الأستاذ / ناجى غبريال وللده زميل الدراسة بولس وأخواته

إلى أستاذى فى اللغة الأنجليزية / طلعت فؤاد ( الآب بشوى حاليا )

إلى الآب بشاى راعى كنيسة العذراء ببنها .. ولذكرى تعاونه معى أثناء عملى فى قسم بنها

إلى الزميل المهندس / ألفريد ميخائيل وشقيقه المهندس فيكتور .

إلى زميلى دمث الأخلاق حى الطباع جم الشمائل / مدحت منير زكى عوض باستراليا

إلى أبناء وزوجة الراحل الرائع العميد نبيل قزمان

إلى أبناء وزجة أول وأخر الضباط المحترمين الذين عملت تحت رئاستهم الراحل / منير وهبة مأمور قسم بنها 1975

إلى العميد عصمت عبد الملك

لكل أصدقائى وزملائى ومن أتذكر أنى ممرت عليهم فى حياتى من الأخوة المسيححين

السبت، 3 أبريل 2010

هل تستطيع يا برادعى



أبناء الوطن الواحد


هناك أشياء تدعوك للتأمل بعفوية وبدون سابق تخطيط وتجرك إلى موضوعات ربما تحاول الابتعاد عن التفكير فيها دائما لأنها من الآخر بتوجع القلب.


ركبت هذا الصبح أحدى سيارات الأجرة . وأنا لا أمتلك سيارة وليست من أحلامى . وكطبع كل المصريين سريعى الائتلاف بدأ السائق يتحدث فى الأمور العامة التى تبدأ عادة بسوء الأوضاع الاقتصادية ثم انتقل مباشرة إلى مشاكله الشخصية ومعاناته فى الحصول على الرزق وتنقل فى تسلسل غريب بين كل أنواع المشاكل التى تخطر لك على بال بداية من شراء الخبز فى الصباح لأمه وأخوته وانتهاء بالضرائب التى يدفعها عند تجديد السارة وكيف أنه تم زيادة قيمة وثيقة التأمين على الرغم من وضع حد أقصى لقيمة التعويض .. حاجة غريبة .. وزيادة قيمة اشتراك التأمينات وزيادة الضريبة وزيادة مصروفات التجديد وثمن شنطة الإسعافات .. واستمر فى سرد مشاكله ومعاناته وكأنه اجتمع فيه كل مشاكل المواطن المصرى .. وبدون مبالغه وأنا أصدقه .. لأن كل ما قاله هو فى الحقيقة جرعة يومية للغالب الأعم من المواطنين ..


كل هذا حتى الآن يعد من الأمور العادية التى ألفنا سماعها واعتدناها كمرادف شرطى لحياة المصرى .. ولكن اللافت فيما قاله .. وهذه عباراته .. يعنى السبت اللى فات سحبوا منى الرخص واتعطلت ثلاثة أيام لحد ما جبتها بعد ما دفعت مية جنية وعلى يوم الخميس سحبوها تانى ولسه ماجبتهاش لحد دلوقتى .. بيقولوا أن الضباط بياخدوا نسبة من الفلوس اللى بيحصلوها .. عارف يا أستاذ أنا اللى مزعلنى ايه مش الفلوس لكن معاملتهم اللى زى الزفت كل واحد يتأمر عليك شوية .. أى أمين شرطة يعمل عليك ظابط لو ما فتحتش مخك وإذا ما كانش معاك ما تاخدش غير الأهانه ويرضه ياخدوا الفلوس. يعنى الحكومة مش مشاركانى فى العربية لا ده أنا شغال عندهم على عربيتى من غير حتى متشكرين .. من يومين إشارة قصر الثقافة قفلت علينا فوقفنا جت عربية من ورا وكسرت الإشارة وعدت ولا حياة لمن تنادى .. طبعاً العربية مفومة الإزاز وتلاقية ابن حد مسئول ولا حد كلمه .. وأنت بتشوف العيال دول طول النهار يجروا بالعربيات فى الشوارع وكلهم مركبين سرايين ذى بتاع الشرطة والإسعاف .. دى بقت فوضه ما لهاش اصحاب.


كلامه هذا جعلنى أتساءل ألسنا أبناء وطن واحد


ما سبب تعالى بعضنا على البعض وليس هناك فى الأساس مدعاة للتعالى ، لأن كلنا كما يقال فى الهم شرق ، وإن كان التعالى يجد له مبررا إذا كان من طبقة أصحاب السلطة والمال فلماذا يتعالى أبناء الطبقة المتوسطة بعضهم على بعض


بحثت عن السبب وجدتنى أخوض فى غمار أعماق أسباب كثيره الفقر الجهل الزحام تزايد السكان تدهور التعليم تراجع الأخلاق تقهقر دور المسجد والكنيسة البطالة المحسوبية جشع التجار الاحتكار1 ترسانة قوانين أصحاب المصالح ، انعدام جدوى الأجهزة الرقابية ، انعدام الرقابة البرلمانية ، سيطرة الحزب الوطنى على الأغلبية النيابية وهشاشة الفكر البرلمانى وانعدام رؤية المصلحة الوطنية الهجمة التتارية على الموروث الفكرى والحضارى المصرى فى الفضائيات ، انعدام الرؤية التخطيطية والمنهجية للمستقبل ، فشل الأداء الحكومى وغيابه عن الواقع وركونها إلى معالجة النتائج كردود أفعال ، فساد المناخ العام ولكنها جميعا انصبت فى منبع واحد هو الفساد


هذه الأنات التى صرخ بها السائق بحرقه بصوت مكتوم هى النتاج الطبيعى للمناخ الفاسد ، ودائما حتى يعيش الفساد يقضى على كل ما هو ذو قيمة فى كل مجالات الحياة ، الفساد يحب ألا تعلم عنه شى لذلك يعمل على أن يغمى عينيك ويسفه ثقافتك ويدفعك إلى التمسك بتوافه الأمور ، كما فى مسرحية فيروز الرائعة ( المحطة) يرتفع صوت الفساد .. أقتلوا المحطة ، الفساد لا يحاسب المخطىء ولا يحاسب المرتشى ولا يحاسب المهمل ولا يحاسب المختلس ، وإن كان فى بعض الأحيان يصرخ فى وجوههم ولكن ليس ليخيفهم أو يردعهم ولكن لتسمعه أنت وتعتقد أنه هناك محاربة للفساد على غير الحقيقة ، الفساد لا يسوى بين أبناء الوطن الواحد فى أى من الأمور ، الفساد يسن القوانين ليس من أجل الإصلاح ولكن لتطبق على الغلابة فقط ..


النتيجة .. هل يمكن القضاء على الفساد .. طبعاً لأن القضاء على الفساد لا يحتاج إلى اختراع ، فكم من بلدان كثيرة كان ينخر سوس الفساد فى عظامها واستطاعت أن تقضى عليه . وعلى مدى التاريخ كم من رجل أحيا أمة .. هل تستطيع يا برادعى.