الأحد، 12 أغسطس 2012

قوانين رادعة لمواجهة الفوضى



 حتى لا نلعن الثورة

نشرت هذا المقال يوم الأربعاء، 9 نوفمبر، 2011 تحت عنوان إنهم يريدون الفوضى .. بل يصنعونها بعد ما تفشت حوادث الإختطاف .. ومع التأكيد على أنه لا توجد إرادة لدى المسئولين عن الحكم لأستعادة الأمن .. أعيد نشرها مع زيادة فى مجالات التجريم لمواجهة مستجدات الإنقلات .. ربما تصادف الكلمة أذناً صاغية

تزايد البلطجة .. تدهور الأمن تزايد حالات الأختطاف وطلب الفدية .. إن من يطالع الأهرام – الحكومية – يهاله كم حوادث الأختطاف التى توريدها الصحيفة هل هناك من يسمع هل هناك من يعقل ممن يحكمون البلد هل من العقل ومن الحكمة أن تدار فترة انتقالية استثنائية بقوانين عادية..إنه التهريج بعينه ..أو ربما هى الإرادة الوضحة فى كل ما يحدث

إن المجرم من الممكن أن يرتكب جريمته إذا أعتقد أنه ربما أفلت من العقاب فما بالنا إذا تيقن أنه بالتأكيد سيفلت من العقاب لأنه ليس هناك من سيتعقبه ويحاسبه .. وما بالنا إذا أحس بشماتة رجال الأمن فى المجنى عليهم ( لعنة للثورة )  .. وما بالنا إذا استمع إلى برامج التوك توك وعرف أن هناك من يزكى هذه الفوضى ويدعمها .

 أعود لتدوينة سبق أن حررتها فى هذا المكان  تحت عنوان -  حتى لا نلعن الثورة -  وأقتطع منها العلاج الذى لابد منه لنتيقن أن فرض الأمن ليس بالمستحيل ولا هو بالعمل العبقرى - ماهوش كيميا - :

تخيل أن ابنتك أو شقيقتك أو زوجتك .. تسير فى طريق فيفاجأها بلطجى  يشهر فى وجهها السلاح فيقتل فى نفسها كل ما أحست به أو عرفته من الطمأنينة من قبل ثم إن كان فى عجلة من أمره أو يحظى ببعض الضمير أو داخل فى الكار جديد يقوم بسلب ما تحمله من مال وخلافه .. وفى حالة أكثر وقاحة وسماجة ربما تحسسها .. والفاجعة أن تكتمل المأساة باغتصابها

ماذا سيكون رد فعلك تجاه مثل هذا الموقف وماذا تسطيع أن تفعل بكل رجولتك فى مقابل نظراتها المهانة المنكسرة التى تطالبك بحقها – حتى وهى تدرك أنك لا تستطيع شيئا – لكنه قدرك فأنت الرجل .. هل ستأمن على ابنتك وهى ذاهبة إلى المدرسة أو على طفلتك وفى أذنها قرط ذهبى ربما يودى بحياتها وهو لا يساوى جنيهات.

هل شاهدت يوما معركة – نعم معركة – تدور فى الشارع بين البلطجية ، أو حتى بين من ليسوا بلطجية ، ستصاب بالهلع عندما ترى كمية الأسلحة البيضاء – سيوف وسنج وسكاكين – وتصاب بالهلع والصمم من أصوات الطلقات النرية التى ستنطلق فى كل اتجاه لاتفرق بين المتشاجرين وغيرهم من المتفرجين أو حتى القابعين فى بيوتهم

مذا تفعل وأنت تقف فى طابور العيش تنتظر دورك لتحصل على عدة أرغفة مدعمة بين جحافل أخوانك المواطنين بعرقهم وسماجة بعضهم وحرالشمس يلفح الجميع فلا تعرف إن كان ما يسيل منك أو عليك هو عرقك أو عرق من يلاصقك ويلتحم بك  ، ثم وبلا أدنى حياء أو خشية أو مواربه ترى الدقيق المدعم خارجاً من المخبز ويحمل على سيارة لا تخفى أرقامها تحمله وتنسل بعيداً كما تسلل منا حلم ذلك الرغيف البلدى الذى كانت رائحته كافية لفتح شهيتك ويأتيك موزعه لحد باب البيت .

ويحدث معك مثل هذا فى محطة الوقود تقف فى طابور طويل تستجدى عدة لترات من السولار أو البزين 80 فإذا حصلت عليها – لو وصلك الدور قبل أن تعلن المحطة نفاذ الوقود – تدفع ثمنا حدده صاحب المحطة بمعرفته الشخصية بناء على قانون العرض والطلب الذى يطبق عليك أنت فقط بينما هو يحصل عليه بالسعر الرسمى ، ومع ذلك تشاهد بعينك سيارات تنكات كبيرة تسبقك لتحول حلم حصولك على البنزين إلى وهم .. هذا فى حالة إذا ما وصل الوقود إلى المحطة ، لأنه فى الغالب يتم توجيه ناقلة الوقود لجهة أخرى تفرغ بها حمولتها بدلاً من المحطة التى تقضى بها أنت نصف نهارك .

ثم تجد الدنيا وقد تحولت من حولك إلى سباق مسعور بين التجار لرفع أسعار السلع الغذائية بصفة خاصة لأنك لا تستغنى عنها وهم يعرفون ذلك وستشتريها مرغما ، بل ورفع أسعار كل شىء من المنتجات الرديئة التى تنتج فى ورش تحت السلم والبضائع الصينى الدرجة الثالثة .. وأنت مضطر أيضاً لشرائها ليس عن حب ورغبة ولكنك مقهور مستغل حتى النخاع ولكنها هى فقط التى يمكنك الحصول عليه مع القدر التافه الذى تبقى من دخلك المتهالك

ماذا تفعل وقد تحالف عليك المستوردون والمنتجون وقد تسابقوا فى احتكار السلع وتعطيش السوق للحصول على أكبر قدر من الأرباح قبل أن تستيقظ الدولة من نومها الذى راحت فى ثباته بعد ثورة 25 يناير

ماذا تفعل وأنت لا تستطيع أن تمشى فى الطريق بعد أن سده عليك الباعة ، ولا تستطيع أن تتنفس بعد أن قام جارك بتعديل منزلة وسد عنك الهواء وقام أخر بالبناء أمام باب منزلك وسد عنك حتى منفذ الدخول وأخر نفق كلبه فدفنه تحت شباكك فى مقلب الزبالة السرطانى

ماذا تفعل إذا فاجأتك جموع همجية تقطع عليك طريق سفرك يلوحون فى وجهك بالهراوات إن أنت لم تستجيب للأوامرهم بالتوقف لأنهم بكل بساطة قطوا الطريق ولن يمر أحد لأن سيارة فرمت دجاجة لهم على الطريق .. أو لأى سبب آخر مهما كان . فتتذكر الأفلام التى كانت تحكى عن ممارسات الخمير الحمر فى كمبوديا.

ماذا تفعل عندما ترى إنسان جائع يندفع بكل أنانيه إلى التهام  ذراعه  بدلاً من البحث عن طعام .. أليس هذا ما يفعله الناس الأن وهم يتسابقون فى البناء على الأراضى الزراعية ويقضون على حلم أجيال قادمة من حقها أن تحيا بكرامة على هذه الأرض .

ماذا تفعل عندما تستغيث برجل الشرطة الذى يشاهد التعدى عليك ولا يحرك ساكناً ، والموظف الذى يستحل راتبه الشهرى ويؤدى الصلاة فى وقتها ولكنه يستثقل أن يخرج الختم من درج مكتبه ويستسهل التأجيل لغدا – الذى لا يأتى أبداً

ماذا تفعل فى هذا الكم الهائل من أجهزة الدولة وموظفيها الذين قاربوا على أربعة ملايين ولايؤدون عملاً ولاينجزون مهمة .. ولكنهم يطالبون بالحوافز قبل الراتب الأساسى .. لايحافظون على حق للمواطنين بينما يحفظون عن ظهر قلب أذكار الصباح والمساء.

إذا ما هو الحل لتلك المشاكل ..

لا تتعب نفسك .. أقولك أنا الحل والعجيب أنه حل بسيط فى خطوتين :

الخطوة الأول : تحديد الأسباب الأساسية بشكل دقيق التى تؤدى إلى تلك المشاكل وهى تتلخص فى  :

    انفلات وغياب أمنى واضح.. أعمال بلطجة وتعدى على المواطنين

    ضعف قبضة الدولة فى الشارع   وضعف أو بالأحرى انعدام رقابة الدولة على أجهزتها الإدارية

    استغلال الأوضاع من ضعاف النفوس وخرق القوانين والتعدى على أملاك الدولة والأراضى الزراعية

الخطوة الثانية : وهى تنبع من عدة حقائق أهمها

- أن النفس أمارة بالسوء .. وهى لاتنزع نحو الصلاح بدافع ذاتى  وإنما تحتاج إلى رادع وزاجر ولذا فقد فرض الله الحدود للردع وإصلاح الأحوال بين الناس .. وقد استقر فى الوجدان أن الله سبحانه وتعالى يزع بالسلطان ما يزع بالقرآن ..

- أن هناك إجراءات تتخذها الدول المغرقة فى الديمقراطية وكذلك الدول المغرقة فى الشمولي للتغلب على فترات الأزمات الغير عادية ، فى الولايات المتحدة الأمريكية إذا وقعت أحداث غير عادية ( كارثة طبيعية مثلا) يتم الأستعانة بقوات الحرس الوطنى لفرض النظام ويكون من صلاحياتها إطلاق النار على من يرتكب أعمال السلب والنهب وغيرها فى غياب السلطات العادية ، وفى الصين لم يتم القضاء على انتشار تجارة وتعاطى الأفيون إلا بعد تصعيد العقوبة إلى الإعدام

- أن الظروف الأستثنائية لا يمكن مواجهتها والسيطرة عليها بالقوانين العادية .. وبما أن البلاد تمر بظروف استثنائية فالعلاج يجب أن يكون استثنائياً أيضاً

إذا عرف ذلك فإن الحل فى منتهى البساطة والوضوح لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد وأراد بحق أن تنجح هذه الثورة وتزدهر البلاد وترقى ..

إنه  قرار بقانون من ثلاثة مواد فقط .. أتمناه وأنتظر أن يصدر من المجلس العسكرى  .. يمكن أن يصاغ هكذا :

حيث تلاحظ أن قوى الظلام وضعاف النفوس قد استغلوا مناخ الحرية التى حرمت منها الجماهير لسنوات طويلة  فى غير الصالح العام بما يهدد أمن واستقرار البلاد ونجاح وتحقيق أهداف الثورة

المجلس الأعلى للقوات المسلحة

قرار بقانون رقم ( .. )

يعطل العمل بأى قانون مخالف للنصوص التالية فترة العمل بها .

يعرض هذا القرار على مجلس الشعب القادم فى أول جلساته بعد انتخاب رئيس الجمهورية لإقرار استمرار العمل به أو ببعض نصوصه أو إلغاء العمل به

مادة (أولى) يعاقب بالإعدام كل من يرتكب جريمة من الجرائم التالية :

  1. جريمة خطف الأفراد مهما كانت الأسباب والدوافع حتى ولو لم يتحقق الهدف من الجريمة أو يصاب المخطوف بأى ضرر أو أزى

  1. حمل أو إحراز سلاح نارى أو مواد متفجرة بدون ترخيص
ويمنح فترة سبعة أيام من تاريخ نشر القرار يعفى خلالها من يتقدم من تلقاء نفسه إلى السلطات المختصة ويسلم ما بحوزته من سلاح أو مواد متفجرة

  1. قطع الطرق والمواصلات العامة وتعطيل المرافق العامة ومرافق الخدمات العامة والمستسفيات والتسبب فى قطع الكهرباء وسرقة أدوات البنية الأساسية للمرافق العامة . وتعطيل الأنتاج بما يضر المصلحة العامة  

  1.  ترويع المواطنين بارتكاب أعمال البلطجة والتعدى على الأرواح والممتلكات بغرض فرض السطوة أوالسرقة أوفرض الرأى أو انتصاراً المذهب أو فئة أو ديانة  وذلك باستخدام أى نوع من الأسلحة أو إشعال النيران أو بمجرد الأستقواء بالزيادة العددية والقوة البدنية إذا نتج عن هذه الأفعال موت شخص أو إصابة أشخاص أو اتلاف الممتلكات الخاصة والعامة ودور العبادة أو قطع الطرق وتعطيل المواصلات العامة أو الإتصالات السلكية واللاسلكية . ويعاقب بذات العقوبة كل من حرض على هذه الأعمال سواء بالقول أو الفعل أو المال.

  1.  تهريب السلع المدعمة والأتجار بها فى السوق السوداء وبيعها لغير مستحقيها أو لخلاف الغرض المخصصه له واحتكار السلع الإستراتيجية والتلاعب بالأسعار والمعروض منها فى الأسواق بغرض تحقيق أرباح إضافية للمحتكر

مادة (ثانية) يعاقب بالسجن عشرة سنوات وبالمصادة ورد الشىء إلى أصله وغرامة تعادل قيمة المخالفة كل من ارتكب فعلاً من الأفعال التالية اعتباراًمن يوم   25 يناير  2011:

  1.     التعدى على الأراضى الزراعية بالبناء أو التجريف بدون ترخيص

  1.     البناء فى المناطق السكنية أو تعديل أو زيادة ارتفاع البناء بدون ترخيص

  1.     التعدى على الأملاك العامة وأراضى الدولة بدون ترخيص

  1.     التعدى على المرافق العامة وإشغال الطرق والميادين بدون ترخيص بما

وتمنح فترة ثلاثون يوما من تاريخ نشر القرار لإعادة الوضع إلى مكان عليه وإعادة استزراع الأرض الزراعية

مادة (ثالثة) :

يجرد من رتبته ويفصل من العمل بصفة نهائية كل موظف عمومى أو شخص ذو صفة عمومية ارتكب الأفعال التالية :

  1. المساعدة أو التحريض أو تسهيل ارتكاب جريمة من الجرائم السابقة المنصوص عليها فى المادتين 1-2  مع عدم الإخلال بالعقوبة المقررة فى قانون العقوبات عن الفعل الذى قام به

  1. الأهمال أو التقصير فى ضبط تلك الجرائم متى كانت فى دائرة اختصاصه ووصلت إلى علمه .

  1. يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة كل من تعرض للمختصين عند تنفيذ القرارت السابقة والأحكام القضائية المترتبة عليها .. وإذا ترتب على التعرض تهييج الجماهير أو إصابة أحد المختصين أو موت شخص أو إصابة أشخاص أو اتلاف الممتلكات الخاصة والعامة ودور العبادة أو قطع الطرق وتعطيل المواصلات العامة أو الإتصالات السلكية واللاسلكية . ويعاقب بذات العقوبة كل من حرض على هذه الأعمال سواء بالقول أو الفعل أو المال.

مادة (رابعة) :

    تخصص دائرة جنائية أو أكثر فى المحاكم الكلية للنظر فى هذه الجرائم على أن تصدر الأحكام فى مدة لا تزيد عن عشرة أيام من تاريخ الضبط

    تخصص الدوائر اللازمة بمحكمة النقض للبت فى طعون الأحكام فى مدة لا تزيد عن عشرة أيام

    على دار الإفتاء بعد إحالة الأوراق إليها فى أحكام الإعدام أن تصدر توصيتها فى مدة لا تزيد عن عشرة أيام

هذا هو التصور للحل .. وربما يصاغ بطريقة أخرى

                                                       والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .