السبت، 23 فبراير 2013

حسن البنا الذى لا يعرفه أحد



حسن البنا الذى لا يعرفه أحد
المعلومات التى نشرها الإستاذ حلمى النمنم عن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا وعن الهالة المقدسة التى يضفيها عليه أعضاء الجماعة ، كشفت عن حقيقة الفكر الذى يتبناه أعضاء الجماعة ..
قراءة مهمة لتعرف مع من تتعامل وكيف تتعامل
http://www.mediafire.com/view/?vdz80yp2nhm1asy

الخميس، 7 فبراير 2013

الشيخ / محمود شعبان ابراهيم وأحفاد مسلم بن عقبة




الشيخ / محمود شعبان ابراهيم .. وأحفاد مسلم بن عقبة .. واقعة الَحَرَّة
بعد ذيوع فتوى الشيخ / محمود شعبان ابراهيم عن جواز قتل معارضى الرئيس مرسى .. لنا أن نسأل من أين أتى كل هذا العنف والإرهاب الفكرى وكيف لرجل مثله أن يقع فى مستنقع الإرهاب
وعلى نفس استقامة السؤال نستغرب كيف لجيش مسلم ( عام 63 هجرية) أن يقاتل أهل المدينة المنورة ويقتل منهم أكثر من 10700 من أهل بدر وصحابة النبى صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار ، ويستبيح المدينة فينهب الأموال ويقتل الأطفال ويغتصب النساء .. 



فى البداية (لاحظ أن قتلة عثمان وعلى والحسين كانوا مسلمين بل أن الخوارج معظمهم من القراء حفاظ القرآن) لذا يجب أن نتفق على أن انضباط واتساق قِيَم الفرد المسلم مع القِيَم العليا للإنسانية التى أمر بها الإسلام، لاتتوقف على درجة أيمانه وورعه وتقواه.. وإنما يضبطها المجتمع الإسلامى إذا قام على احترام تلك القيم لكل الأفراد باعتبار بشريتهم والإقرار بالحقوق الأساسية للإنسان كإنسان والتى توافق عليها العهد الدولى لحقوق الإنسان مع المبادئ الأساسية للشريعة الأسلامية فى حرمة الدين ، النفس ، العقل، المال، العرض والتى تعُنَى بالإساس بالحرية والكرامة الإنسانية .. ويستقيم هذا الإنضباط إذا لم يهدر المجتمع تلك القيم أو يسقطها عن البعض لاعتبارات دينية أو عرقية أو لظروف اختلاف رأى أو هزيمة تلحق بفرقة.
ولذلك لا تستغرب إن لم يكن المسلمين الأول ملائكة زاهدين فى تعاملاتهم .. وإنما هم نتاج ذلك بكل قسوته التى أنتجت فى بعض الأحيان عنفاً وإرهاباً قد يصل فى انحطاطه إلى ممارسات الوثنيين المنتصريين .. وذلك عندما كان يروق للحاكم أن يتخلص من معارضيه على طول تاريخ الخلافة الإسلامية
نسرد لكم واقعة من التاريخ الإسلامى تبين الأصول الفكرية والعقدية لدعاة تأليه الحاكم وعدم جواز الخروج عليه وإن أخذ مالك وجلد ظهرك.. وكيف كان سلفهم الذى يستلهمون خطاهم يتجردون فى بعض الأحيان من أدنى معانى الإنسانية انحطاطاً إلى مراتب الحيوانات الدنيا لإرضاء الحاكم
واقعة الحَرّة
وقعت المعركة بين جيش مسلم بن عقبة وأهل المدينة المنورة المعترضين على ظلم يزيد بن معاوية في منطقة تسمى الحَرّة بالمدينة المنوّرة، فى 13 محرّم 63ﻫ.(لاحظ أنها فى شهر المحرم)
تسلسل الأحداث
-         بعد استتباب الأمر ليزيد بن معاوية تواردت الأخبار إلى المدينة المنوّرة تتحدّث عن استهانة يزيد بالإسلام والمسلمين، فترأس عبد الله بن حنظلة الأنصاري ـ الذي يُعرف أبوه بغسيل الملائكة ـ وفد من أهل المدينة وذهب إلى مقرّ الحكومة في الشام ، فهالهم ما رأوا بأعينهم وما يقوم به يزيد بن معاوية من هتك لحرمة الإسلام والمسلمين.
-         عاد الوفد إلى المدينة المنوّرة ونقلوا لأهلها ما شاهدوه في الشام، وأخذوا يحثّون الناس على الثورة والتمرّد على يزيد، فوقف عبد الله بن حنظلة ـ وكان شريفاً فاضلاً عابداً ـ أمام أهل المدينة وخاطبهم: «فوالله ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء(يعنى خوفاً أن يعمهم الله بعذاب لحضورهم مجالس المعصية)، إنّه رجل ينكح الأُمّهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة»(1).
-         اجتمع أهل المدينة وحاصروا والي المدينة الأُموي عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، وكذلك دور بني أُميّة الذين استنجدوا بالإمام زين العابدين ، ووضعوا نساءهم وأطفالهم في بيته لحمايتهم من الأذى.
-         وصلت أخبار ما حدث بالمدينة إلى مسامع يزيد، فأرسل جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة المزني لإخماد التمرد، ومعه ثلاثين ألف مقاتل، وأوصاه بما يلي: «ادعُ القوم ثلاثاً، فإن أجابوك وإلّا فقاتلهم، فإذا أُظهرت عليهم فأبحها ـ أي المدينة المنوّرة ـ ثلاثاً، فما فيها من مال أو رقّة أو سلاح أو طعام فهو للجند»(2).
-         وصل الجيش إلى المدينة المنوّرة، ودار قتال عنيف بين أهل المدينة المدافعين عن الإسلام، وبين الجيش الأُموي، فاستُشهد أغلب المدافعين، ومنهم القائد عبد الله بن حنظلة، وقُتل مَن حضر من البدريين بالكامل ، وقتل من قريش ومن الأنصار سبعمائة رجلاً. وقتل من الموالي والعرب عشرة آلاف.
-         ولم يكتفى مسلم بن عقبة وجنوده بذلك .. ولكنهم استباحوا المدينة المنوّرة، فهجموا على بيوت الناس الآمنين، وقاموا بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وأسروا الكثيرين .
ويروى المؤرّخون في الفضائح التي قام بها جيش مسلم بن عقبة الشيء الكثير، منها:
-         أنّ جنوده وقعوا على النساء(اغتصبوا النساء)، حتّى قيل: إنّه حملت ألف امرأة في تلك الأيّام، وعن هشام بن حسّان: «ولدت ألف امرأة من أهل المدينة من غير زوج»(3).
-         وقال أبو معشر: دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي، فقال لها: هل من مال؟ قالت: لا والله ما تركوا لي شيئاً، فقال: والله لتخرجن إليّ شيئاً أو لأقتلنّك وصبيّك هذا.
فقالت له: ويحك إنه ولد ابن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولقد بايعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) معه يوم بيعة الشجرة على أن لا أزني ولا أسرق ولا أقتل ولدي ولا آتي ببهتان افتريه، فما أتيت شيئاً، فاتّق الله. ثمّ قالت لابنها: يا بني، والله لو كان عندي شيء لافتديتك به.
قال: فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه، فجذبه من حجرها فضرب به الحائط، فانتثر دماغه في الأرض، قال: ولم يخرج من البيت حتّى أسود وجهه، وصار مثلاً(4).
-         ثم دعا مسلم بن عقبة الناس إلى البيعة ليزيد على أنّهم خول له (فى حكم الأرقاء) ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء، فمَن امتنع من ذلك قتله، وجاء يزيد بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود، ومحمّد بن أبي الجهم بن حذيفة، ومعقل بن سنان الأشجعي، بعد الوقعة بيوم بعد أن طلبوا الأمان ، فقال مسلم : بايعوا على الشرط، فقال القرشيان: نبايعك على كتاب الله وسنّة رسوله، فضرب أعناقهما. فقال مروان: سبحان الله! أتقتل رجلين من قريش أُتيا بأمان؟ فطعن بخاصرته بالقضيب، فقال: وأنت والله لو قلت بمقالتهما لقتلتك!(5).
-         وخرج جيش مسلم بن عقبة من المدينة المنوّرة محمّل بالغنائم بعد أن اعتدى على أعراض النساء، متّجهاً نحو مكّة، ضارباً عرض الجدار وصيّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) بمدينته الحبيبة، حيث قال(صلى الله عليه وآله): «مَن أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً»(6).
-         قال ابن كثير في البداية والنهاية: «وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيّام، وهذا خطأ كبير فاحش، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم، وقد تقدّم أنّه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد.
-         وقد وقع في هذه الثلاثة أيّام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يُحدّ ولا يُوصف، ممّا لا يعلمه إلّا الله عزّ وجلّ، وقد أراد بإرسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه وملكه، ودوام أيّامه من غير منازع، فعاقبه الله بنقيض قصده، وحال بينه وبين ما يشتهيه، فقصمه الله قاصم الجبابرة، وأخذه أخذ عزيز مقتدر»(7).
-         لقد حكم يزيد بن معاوية ثلاث سنين، وخلال هذه المدّة ارتكب الكثير من الجرائم، ففي السنة الأُولى قتل الإمام الحسينبن على وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، وفي السنة الثانية أباح المدينة المنوّرة لجيش مسلم بن عقبة، حيث قتل فيها أولاد المهاجرين والأنصار، وأكثر فيها السفك والهتك، وفي السنة الثالثة أمر برمي الكعبة المشرّفة بالمنجنيق حتّى احترقت أستار الكعبة.
نخرج من ذلك بأن من واجب الدولة والحاكم العمل على ضبط تصرفات الأفراد فى المجتمع وفقاً لقواعد العدل فى إطار من الأخلاق والتسامح والقيم الإنسانية وخاصة فى أوقات المحن ، وأن تكون تصرفات الحاكم مثلاً يختذى .. وله فى سبيل ذلك أن يؤدب من يدعى العلم ويخرب العقول بالنقول المنتقاة .. مهذا الذى خرج على المجتمع المصرى بتلك الفتوى من أعماق ظلام الماضى يريد أن يرد المجتمع إلى بداوة الصحراء التى تخلص منها البدو أنفسهم.
المراجع
ــــــــــــــــــــــــ
1. تاريخ مدينة دمشق 27/429.
2. تاريخ الطبري 4/372.
3. عمدة القاري 17/220، البداية والنهاية 8/241.
4. الإمامة والسياسة 1/184.
5. الكامل في التاريخ 4/118.
6. مسند أحمد 4/55، المعجم الكبير 7/143.
7. البداية والنهاية 8/243.