الاثنين، 20 فبراير 2012

ضابط شرطة ... سلفى !!


ضابط الشرطة السلفى
كان لى زميل برتبة رائد مرقى من أمناء الشرطة يتجاوزنى فى العمر وأتجاوزه فى الرتبة .. وأشهد أنه كان من المخلصين الملتزمين يخاف الله ويؤدى عمله بالذمة والضمير ولم يكن هذا مبعث اعتبار فى أعين رؤساءه .. على العموم ليس هذا بيت القصيد .. هذا الصديق ادخل أحد أبناءه كلية الشرطة وتخرج الأبن وعندما ترقى على رتبة النقيب فى حوالى عام  2005 بدأ يتعرف على بعض نماذج التيار السلفى ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى انقلبت حياة هذا الأبن رأساً على عقب :
-         فى البداية صار ممتعضاً ثم معترضاً على أداء زملاءه ورؤساءه ومسالكهم فى حياتهم الشخصية
-         ثم تدرج إلى الأمتعاض ثم الأعتراض على عمل الشرطة
-         ثم انقلب على شرعية جهاز الشرطة وعدم توافقه مع تعاليم وشكل الدولة الأسلامية .. ثم عمم الحكم بالطبع على كل مؤسسات الدولة المخالفة لشرع الله
-         استلزم ذلك وحتى لا يقع فى المعصية – من وجهة نظره – أن يخالف الكثير من الأوامر ويتقاعس عن عمد عن أداء مهامه .. ثم بدأ يتغيب وبدلاً من الذهاب لعمل يتوجه إلى مجالس العلم السلفى  
-         ثم انقطع عن العمل – الحرام – واظنه كان يعالج صراعاً بداخله بين ما طرأ عليه من ولوج سريع وغير متين فى الدين لم يتمكن منه وبين رغبته فى الإبقاء على مصدر رزقه وخط مستقبله الذى يتمسك به بشده ولكنه يريد أن يسيره على هواه الدينى الجديد
-         وبدلاً من أن يتقدم باستقالته ليتصالح مع ما اختاره لنفسه من التزام أبلغ عن مرضه لمدد طويله ولعدة أعوام
-         وتحايل – لاحظ المفارقة – اتخذ كثيراً من الحيل والأكاذيب ليوهم الأطباء بمرضه وافتعل مع أطباء سلفيين العديد من الشهادات الطبية التى تثبت له المرض  - لكن الشرطة وفقاً لقانونها لا تعتد إلا بنتائج القومومسيون الطبى العام لهيئة الشرطة
-         فاحتسبت المدد انقطاع بدون سبب وما ترتب على ذلك من حرمان من المرتب وتوقيع جزاءات ثم قرار بفصله عن العمل للإنقطاع بدون عذر وفقاً للقانون
-         كان صاحبنا خلال فترات الإنقطاع يعمل أعمال يدويه عند بعض السلفيين – من نوعية  صبى نجار وموزع لبن وزبادى .. وهكذا
-         سارع إلى أحد المحامين لرفع دعوى فى القضاء الإدارى لإلغاء قرار فصله والمطالبة بالأجر عن فترات الإنقطاع والتمارض
وعندما سألته كيف تعتبر عمل الشرطة حرام وتنقطع عنه بإرادتك ثم تطالب بأجر عن عمل لم تؤديه بل وتعتبر أدائه حرام .. ألا يعتبر ذلك مخالف لكل ما تدعيه من ورع وإيمان وحتى مخالف لأبسط قواعد العدالة والمنطق
كان رده أن الدولة عليها أن تعوله حتى لو لم يؤدى عمل
قلت أتعتبر نفسك كالعاجز والشيخ والأرمله ومن يبحث عن عمل ولكنه لا يجد فيضطر لتقبل الإعالة
هرتل بالكثير من الكلام عن الدولة الإسلامية التى كانت تغدق العطاء للمسلمين من غنائم الفتوحات وجباية الخراج والجزية ؟؟

.....

لماذا أقص هذه الحكاية التى كنت شاهداً عليها .. تخيلت ما يمكن أن يحدث لجهاز الشرطة والجيش إذا تمكن هذا الضابط وأمثاله ممن يحملون نفس الأفكار ومن يزرعونها فى عقول المغيبين – ماذا لو تمكنوا من مفاصل جهاز الشرطة .. بعد أن قرأت مقالى ابراهيم عيسى فى جريدة التحرير – الرابط مرفق -  .. يستحق ما طرح من رؤيه الوقوف عندها بعناية .. !!
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {ق/37}


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق