الأحد، 17 أبريل 2011

سلوك معيب

سلوك معيب

من عدة أيام على طريق بين السنطة (غربية) وأحدى القرى المجاورة .. الطريق ضيق وفردى إذا تقابلت سيارتان فبالكاد ومع التهئة المتأنية يتم المرور .. وفى العادة هو طريق هادىء وحركة المرور عليه قليلة .. بعد الظهر بقليل كان الطريق مذدحما بصورة غير عادية ثم توقف ثم تحول إلى دراما سيطر عليها الصوت العالى وفرض القوة وتعليمات عالية الصوت من أهالى المنطقة بمن يسير ومن يتوقف وخبط على السيارات بهراوات وتحطيم بعض الزجاج فى بعض السيارات .. فما سبب كل ذلك

يوجد على الطريق مزلقان للقطار .. أغلق المزلقان بسبب قرب مرور احد القطارات .. وقفت السيارات فى الأتجاهين فى أول الأمر واصطفت أحدها وراء الأخرى .. بعد قليل تسللت سيارة من الخلف إلى الأمام وشغلت الأتجاه المقابل للطريق ..بعد قليل تبع السيارة سيارات أخرى وأصبح الطريق عبارة عن صفين فى اتجاه واحد .. حدث نفس الشىء على الطريق المقابل فى الناحية الأخرى من المزلقان .. وكالعادة تأخر مرور القطار ممازاد من طول صف الأنتظار المذدوج على الناحيتين .

بعد مرو القطار من السهل أن نتخيل ما حدث وقف الطريق ولا أحد يستطيع المرور وتعالت أصوات الأبواق وبدأت بعض السيارات تأخذ طرقاً داخل الأراضى الزراعية وتتلف الزراعات .. أهالى المنطقة يقفون على الجانبين بمواشيهم لا يستطيعون عبور الطريق .

مع مرور الوقت ولا انفراج للأمر ومع ارتفاع نبرة ألصوات إلى الحد الأقصى قطع أهالى المنطقة الطريق عنوة وحملوا الهروات ووأجبروا السيارات على التراجع لأفساح طريق للمواشى أولاً وبدأت السيارات فى مؤخرة الصفوف تستدير وتعود إدراجها واستمر الأزمة طويلاً والطريق الذى يستغرق عدة دقائق قطعه صديقنا فى ساعات طوال مع كثير من القلق والخوف وعدم الأحساس بالأمان.

ما حدث ليس له علاقة بغياب الشرطة وغياب حفظة الأمن .. إنه سلوك خاطىء نابع من ثقافة الأنانية المتراكمة على مدى عقود وما تعنيه من انتهازية وبلطجة فكرية وسلوكية .. حتى أن هذا المنطق المريض لا يمكن صاحبه من رؤية مصلحته الحقيقية .. لأن النتيجة التى نشاـ عن هذا السلوك أن الجميع تعطل والطريق توقف بالنسبة للجميع وأولهم من خرج عن الصف وأهدر أبسط مبادىء العدالة واحترام الأخرين.

من هنا يبرز دور الأعلام والمؤسسات الفكرية والمشقفين والسياسيين وكل منيرغب فى نهوض هذا البلد بحق .. نريد نزع ثقافة الفهلوة وحب الذات والتسلق .. ثقافة الشللية والحسوبية والفئوية بكافة صورها .. ثقافة اخطف واجرى ثقافة أنا ومن بعدى الطوفان التى زرعها ورسخها النظام البائد على مدى عقود

ونزرع مكانها فكرة المشاركة .. فكرة بسيطة جداً كلنا شركاء فى هذا الوطن لكل منا حقوق متساوية وعلى كل منا واجبات تجاه المجتمع .. فكرة أننا أبناء هذا الوطن تحملنا جميعاً سفينته إذا أبحرت بنا فى الأتجاه الصحيح أفلتنا ونجونا وإذا غرقت غرقنا جميعاً

الغريب أن الدين المسيحى ودين الأسلام لا يحض أى منهما إلا على المحبة والأخوة والإيثار .. ويمقت الأنانية وحب الذات والتعدى على حقوق الأخرين..

إن بناء الإنسان هو اللبنة الأولى التى يجب أن تحظى بالأهتمام .. فبدون الإنسان السليم لا تستقيم أى حضارة مادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق